الحمل والطفل
pregnancy

0

 في يونيو/حزيران عام 1846 قرر تيموثي ديفيس وجون تومسون وسيج تشيستر الذين أسسوا مدينة صغيرة في مقاطعة كلايتون في ولاية آيوا الأميركية، تسمية مدينتهم "الكايدر"، نسبة إلى الفارس الجزائري الأمير عبد القادر، الشاب الذي كان يقود آنذاك شعبه لمقاومة المستعمر الفرنسي.

وتقول بيتي بوشهولز، مديرة متحف مدينة "الكايدر"أو القادر، إن الأمير عبد القادر كان محل إعجاب كبير من قبل الأميركيين في الوقت الذي كان يقاوم فيه المستعمر الفرنسي، وكتبت عنه العديد من الصحف الأميركية مثل "نيويورك تايمز" مقالات صورته فيها بطلا حقيقيا، حتى أن بعض الأميركيين كانوا يلقبونه بجورج واشنطن الجزائر.

وأضافت بوشهولز في تصريح لموقع "الحرة" أن معظم الأميركيين في ذلك الوقت "كانوا يولون أهمية كبيرة للحرية، ومعظمهم قدم من أوروبا وبريطانيا يبحثون عن حرية العبادة، وحرية تشكيل حكومتهم الخاصة بهم، وحرية امتلاك الأرض، وحرية انتقاد الحكومة، ولما قرأوا حول عبد القادر، شعروا وكأنه واحد منهم، لما كان يحمله من قيم الحرية".

وأوضحت أن مؤسس المدينة تيموثي دايفيس المحامي، كان يقرأ كثيرا عن الأمير عبد القادر، ويطلع باستمرار  على حياته وكل ما يكتب عنه، وتأثر به كثيرا، مشيرة إلى أنه "لما سأله شريكاه الآخريْن عن الاسم الذي يمكن أن يمنحه للمدينة، لم يتردد في اقتراح اسم القادر".

ومن جانبه قال روبرت غارمز، عمدة مدينة القادر في تصريح لـموقع "الحرة" إن المؤسسين للمدينة "تأثروا بالبطل الجزائري الشاب الذي كان يقاوم المستعمر الفرنسي لذلك قرروا تسمية المدينة تكريما له وللقيم التي يحملها".

وهذه صور لمدينة القادر:


  • الشارع الرئيسي في مدينة القادر، تصوير Claire Wright, Elkader, Iowa


  وأضاف قائلا "بالنسبة لي ولسكان مدينة القادر، الأمير عبد القادر يعبر عن بطل من أبطال المقاومة ضد المستعمر الفرنسي في الجزائر في القرن الـ19. سكان المدينة أيضا يشعرون بذلك ويعتبرونه إرثا لهم".

أما إدريس الجزائري، الديبلوماسي السابق وأحد حفدة عائلة الأمير عبد القادر، فأشار إلى أن "من أنشأوا هذه المدينة كانوا من الناس الذين أعطوا قيمة خاصة لمفهوم الحرية، خصوصا أن الولايات المتحدة تحررت من السيطرة البريطانية قبل ذلك بعقود".

وقال الجزائري الذي شغل منصب السفير الجزائري في واشنطن، في تصريح لـموقع "الحرة" إن المؤسسين للمدينة وجدوا في كفاح الأمير عبد القادر من أجل الدفاع عن الحرية والتخلص من الاستعمار مثلا يحتذى به، لذلك سموا مدينتهم بهذا الاسم.

ومن جانبها تقول كاثي غارمز، رئيسة مؤسسة عبد القادر للتربية إنه "يملك الشجاعة الإنسانية وشروط أخلاقيات القيادة، وأيضا كان مسلما ملتزما ويحترم الديانات الأخرى، وأنماط حياة غيره. باختصار هو بالنسبة لنا مثال يحتذى به في عصرنا الحالي، وأعتقد أن هذا ما ينقصنا في مجتمعنا اليوم، وهو فهم الآخر، ومساعدة الآخر على فهمنا".
مدينة أميركية بروح جزائرية

وتشتهر مدينة القادر بكونها تحمل العديد من المعالم التي ترمز إلى الأمير عبد القادر، منها متحف المدينة "كارتر هاوس ميوزيوم" الذي يحتفظ بتذكارات للأمير عبد القادر، وكذا لوحات فنية وصور.

وتقول بيتي بوشهولز "نملك في المتحف بعض الأشياء الخاصة بالأمير. في بداية الثمانينيات أقمنا علاقة توأمة مع مدينة معسكر، وبدأنا تبادل الزيارات حصلنا من خلالها على بعض التذكارات المتعلقة بالأمير من بينها سجادة مطرزة من نساء معسكر عليها صورة للأمير عبد القادر. إننا نعتز كثيرا بهذا العمل الفني الرائع".

كما تضم المدينة حديقة "معسكر" نسبة إلى المدينة التي ولد فيها الأمير عبد القادر.

وقبل تسع سنوات بادر مسؤولو المدينة إلى تسمية حديقة للأطفال بـ "إدريس الجزائري جونيور" نسبة إلى نجل السفير إدريس الجزائري، الذي توفي في حريق في الجزائر، باعتباره أحد أحفاد الأمير عبد القادر.

ويقول إدريس الجزائري إن هذه الالتفاته بقدر ما خلقت في نفسه شعورا مميزا "بمدى طيبة أهل المدينة، فإنها أيضا دليل على تفتحهم على الآخر من خلال إنشاء رابطة جديدة بين الجزائر والولايات المتحدة".

إرسال تعليق

 
Top